السيرة النبوية العطرة....2
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السيرة النبوية العطرة....2
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (( وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ وَلَوْ كَانَ لَهُمْ دَعَا لَهُمْ فِيهِ قَالَ فَهُمَا لا يَخْلُو عَلَيْهِمَا أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلا لَمْ يُوَافِقَاهُ قَالَ فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلامَ وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ قَالَتْ نَعَمْ أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ قَالَ فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ قَالَتْ نَعَمْ هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ قَالَ ذَاكِ أَبِي وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ.
ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ ثُمَّ قَالَ يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ قَالَ فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ قَالَ وَتُعِينُنِي قَالَ وَأُعِينُكَ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَا هُنَا بَيْتًا وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ وَهُمَا يَقُولانِ {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} قَالَ فَجَعَلا يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُمَا يَقُولانِ {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
أخي الحبيب: إنّ في هذه القصة فوائد عظيمة منها:
1- التسليم المطلق لله تعالى، فإبراهيم يدع امرأته وطفلها في أرض موحشة غريبة قفراء لا ماء فيها ولا شجر استجابةً وطاعةً لله تعالى، مع ما عرف عنه من الشفقة والرحمة، ولكن التسليم لأمر الله تعالى فوق كل شئ.
2- امتحان الأنبياء بأولادهم وهل يقدمونهم فداءً لطاعة ربهم أم لا.
3- أن البلاء والمحن التي تنـزل بالمسلم لا تعني أن الله تعالى تخلى عنه، أو أراد تعذيبه بل إنه ربه أرحم به من نفسه، ولكن النفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث، وتصلح من نفس المبتلى وقلبه، ويستعلي به على الشح بالنفس والمال، ويخرج أفضل ما عنده من مزايا وطاقات، ولهذا كان أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وهذا خليل الله وأبو الأنبياء عليهم السلام تتوالى عليه المحن والفتن فيخرج منها نقياً تقياً، صابراً محتسباً، مسلماً أمره لله جل وعلا، حتى أصبح أمةً بنفسه{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}.
4- تربية إبراهيم أسرته على الطاعة والتسليم الكامل لأمر الله عز وجل.
5- قوة إيمان هاجر وعظم توكلها وثقتها بربها عز وجل "إذن لا يضيعنا".
6- التوجه إلى الله وحده بالدعاء والتضرع في كل حال، فإبراهيم عليه السلام لما نفذ أمر ربه بوضع أسرته في ذلك الموقع الموحش، توجه إلى الله بالدعاء لهم بالأنس والرزق والبركة، ومن توكل على الله كفاه، ومن ركن إليه آواه، ومن سأله وتضرع إليه أعطاه.
7- إن الله سبحانه وتعالى لا يضيع من توكل عليه وحده وسلم الأمر إليه، مهما ادلهمت الخطوب واشتدت الكروب، فإنه لا يأس من روح الله ورحمته. فهذه أم إسماعيل لما انتهى طعامها وماؤها أرسل الله إليها غوثاً من عنده، وأجرى لها الماء بأمره جل وعلا.
8- من أقبل على الله تعالى والتزم أمره وتوجه إليه بالعبادة دون سواه، رفع الله ذكره في العالمين، انظر رحمك الله كيف بقيت ذكرى أم إسماعيل في السعي إلى يومنا هذا.
9- من كان همه الدنيا والتمتع فيها فلا يصلح أن يجاور نبياً من أنبياء الله تعالى أهل العبادة والصلاح والعمل والهمة العلية، ولهذا أمر إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل أن يطلق تلك المرأة التي شكت إليه شدة العيش.
الحكمة من بناء البيت:
وأنت تدرك معي أخي الكريم السر الذي من أجله بني هذا البيت، إنه من أجل توحيد الله ونبذ الشرك، كما قال تعالى:
{وَإِذْ بَوّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهّرْ بَيْتِيَ لِلطّآئِفِينَ والقائمينَ وَالرّكّعِ السّجُودِ ، وَأَذّن فِي النّاسِ بِالْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىَ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ}
قال ابن كثير في تفسيره:
هذا فيه تقريع وتوبيخ لمن عبد غير الله وأشرك به من قريش، في البقعة التي أسست من أول يوم على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، فذكر تعالى أنه بوأ إبراهيم مكان البيت، أي أرشده إليه وسلمه له وأذن له في بنائه، {أن لا تشرك بي شيئاً} أي ابنه على اسمي وحدي {وطهر بيتي} قال قتادة ومجاهد: من الشرك {للطائفين والقائمين والركع السجود} أي اجعله خالصاً لهؤلاء الذين يعبدون الله وحده لا شريك له، فالطائف به معروف، وهو أخص العبادات عند البيت، فإنه لا يفعل ببقعة من الأرض سواها {والقائمين} أي في الصلاة، ولهذا قال: {والركع السجود} فقرن الطواف بالصلاة لأنهما لا يشرعان إلا مختصين بالبيت، فالطواف عنده والصلاة إليه.
ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ فَصَنَعَا كَمَا يَصْنَعُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ وَالْوَلَدُ بِالْوَالِدِ ثُمَّ قَالَ يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ قَالَ فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ قَالَ وَتُعِينُنِي قَالَ وَأُعِينُكَ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَا هُنَا بَيْتًا وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقَامَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ وَهُمَا يَقُولانِ {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} قَالَ فَجَعَلا يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُمَا يَقُولانِ {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
أخي الحبيب: إنّ في هذه القصة فوائد عظيمة منها:
1- التسليم المطلق لله تعالى، فإبراهيم يدع امرأته وطفلها في أرض موحشة غريبة قفراء لا ماء فيها ولا شجر استجابةً وطاعةً لله تعالى، مع ما عرف عنه من الشفقة والرحمة، ولكن التسليم لأمر الله تعالى فوق كل شئ.
2- امتحان الأنبياء بأولادهم وهل يقدمونهم فداءً لطاعة ربهم أم لا.
3- أن البلاء والمحن التي تنـزل بالمسلم لا تعني أن الله تعالى تخلى عنه، أو أراد تعذيبه بل إنه ربه أرحم به من نفسه، ولكن النفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث، وتصلح من نفس المبتلى وقلبه، ويستعلي به على الشح بالنفس والمال، ويخرج أفضل ما عنده من مزايا وطاقات، ولهذا كان أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وهذا خليل الله وأبو الأنبياء عليهم السلام تتوالى عليه المحن والفتن فيخرج منها نقياً تقياً، صابراً محتسباً، مسلماً أمره لله جل وعلا، حتى أصبح أمةً بنفسه{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}.
4- تربية إبراهيم أسرته على الطاعة والتسليم الكامل لأمر الله عز وجل.
5- قوة إيمان هاجر وعظم توكلها وثقتها بربها عز وجل "إذن لا يضيعنا".
6- التوجه إلى الله وحده بالدعاء والتضرع في كل حال، فإبراهيم عليه السلام لما نفذ أمر ربه بوضع أسرته في ذلك الموقع الموحش، توجه إلى الله بالدعاء لهم بالأنس والرزق والبركة، ومن توكل على الله كفاه، ومن ركن إليه آواه، ومن سأله وتضرع إليه أعطاه.
7- إن الله سبحانه وتعالى لا يضيع من توكل عليه وحده وسلم الأمر إليه، مهما ادلهمت الخطوب واشتدت الكروب، فإنه لا يأس من روح الله ورحمته. فهذه أم إسماعيل لما انتهى طعامها وماؤها أرسل الله إليها غوثاً من عنده، وأجرى لها الماء بأمره جل وعلا.
8- من أقبل على الله تعالى والتزم أمره وتوجه إليه بالعبادة دون سواه، رفع الله ذكره في العالمين، انظر رحمك الله كيف بقيت ذكرى أم إسماعيل في السعي إلى يومنا هذا.
9- من كان همه الدنيا والتمتع فيها فلا يصلح أن يجاور نبياً من أنبياء الله تعالى أهل العبادة والصلاح والعمل والهمة العلية، ولهذا أمر إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل أن يطلق تلك المرأة التي شكت إليه شدة العيش.
الحكمة من بناء البيت:
وأنت تدرك معي أخي الكريم السر الذي من أجله بني هذا البيت، إنه من أجل توحيد الله ونبذ الشرك، كما قال تعالى:
{وَإِذْ بَوّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهّرْ بَيْتِيَ لِلطّآئِفِينَ والقائمينَ وَالرّكّعِ السّجُودِ ، وَأَذّن فِي النّاسِ بِالْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىَ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ}
قال ابن كثير في تفسيره:
هذا فيه تقريع وتوبيخ لمن عبد غير الله وأشرك به من قريش، في البقعة التي أسست من أول يوم على توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، فذكر تعالى أنه بوأ إبراهيم مكان البيت، أي أرشده إليه وسلمه له وأذن له في بنائه، {أن لا تشرك بي شيئاً} أي ابنه على اسمي وحدي {وطهر بيتي} قال قتادة ومجاهد: من الشرك {للطائفين والقائمين والركع السجود} أي اجعله خالصاً لهؤلاء الذين يعبدون الله وحده لا شريك له، فالطائف به معروف، وهو أخص العبادات عند البيت، فإنه لا يفعل ببقعة من الأرض سواها {والقائمين} أي في الصلاة، ولهذا قال: {والركع السجود} فقرن الطواف بالصلاة لأنهما لا يشرعان إلا مختصين بالبيت، فالطواف عنده والصلاة إليه.
رد: السيرة النبوية العطرة....2
بارك الله فيك و جعلها فى ميزان حسناتك
دائما فى حفظ الله
دائما فى حفظ الله
sonsonbic- عضو ماسي
- عدد المساهمات : : 65
العمر : 67
نقاط التميز : 10
0
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
مواضيع مماثلة
» السيرة النبوية العطرة....1
» السيرة النبوية العطرة....3
» السيرة النبوية العطرة
» الغزوات – أسبابها ومشروعيتها السيرة النبوية العطرة
» السيرة النبوية ( المقاطــــعة )
» السيرة النبوية العطرة....3
» السيرة النبوية العطرة
» الغزوات – أسبابها ومشروعيتها السيرة النبوية العطرة
» السيرة النبوية ( المقاطــــعة )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى