هل الإنسان كائن متعصب ؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل الإنسان كائن متعصب ؟
التعصب
هو أحد أشكال السلوك الذي يصدر من الإنسان ، لكنه سلوك لا يحبذه غالباً
العقلاء والحكماء من الناس. وهذا الشكل من السلوك يصدر من الإنسان مهما
كانت عقيدته وانتماؤه الديني، وبغض النظر عن المستوى المدني والحضاري
للإنسان، وبالتالي فإن التعصب لا ينبغي أن يتحدد وينحصر بدين معين ، ولا
بمستوى حضاري أو علمي أو اقتصادي محدد.
وهناك من المعاصرين من يرى أن الإنسان بطبيعته يميل إلى التعصب، كما لو
أنه كائن متعصب، وفي هذا النطاق يمكن الإشارة إلى ثلاثة آراء متقاربة فيما
بينها إلى حد كبير.
الرأي الأول أشار إليه الفيلسوف الفرنسي بول ريكور الذي يرى أن التعصب
يعبر عن ميل طبيعي موجود لدى جميع البشر ، وكل شخص في نظره وكل فئة وجماعة
تحب أن تفرض عقائدها وقناعاتها على الآخرين، وهي تفعل ذلك عادة إذا ما
امتلكت القوة والسلطة الضرورية.
الرأي الثاني أشار إليه المؤرخ الفرنسي جاك لوغوف الذي اعتبر أن التعصب هو
الموقف الطبيعي للإنسان وليس التسامح، والتسامح في نظره شيء مكتسب ولا
يحصل إلا بعد تثقيف وتعليم وجهد هائل تقوم بها الذات على ذاتها.
الرأي الثالث أشار إليه المؤرخ التونسي وعميد كلية الآداب سابقاً في تونس
الدكتور محمد الطالبي، الذي يرى أن الإنسان بطبيعته كائن متعصب، وأنه
حيوان عدواني في جوهره كما نبه إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته، ويضيف
الطالبي ولكن الإنسان يصبح متسامحاً بالضرورة عن طريق الذكاء أولاً، وعن
طريق العقل ثانياً، لأنه مضطر للعيش في المجتمع والتعامل مع الآخرين
يومياً، وبالتالي فلابد من تدجين مشاعره العدوانية لأنه لا يستطيع أن يعيش
في حالة حرب كل يوم.
وردت هذه الآراء في كتاب حول التعصب الديني، وجاء متأثراً بأحداث الحادي
عشر من سبتمبر 2001م، وراجعه هاشم صالح في صحيفة الشرق الأوسط.
هذه الآراء لا يمكن الجزم بها كلياً، فهي تنتمي إلى نسق اجتماعي وفلسفي
يغلب النزعة العدوانية في النظر إلى الكائن الإنساني، ويقابلها نسق
اجتماعي وفلسفي آخر يغلب النزعة غير العدوانية.
وخطورة التعصب حينما يتحول إلى اتجاه عند الإنسان وفي المجتمع، ومفهوم
الاتجاه في تحليل علماء النفس، يتكون من ثلاثة أبعاد مترابطة هي: المكوّن
المعرفي ويقصد به المفاهيم والتصورات والمعتقدات، والمكوّن الوجداني ويقصد
به المشاعر الوجدانية الداخلية، والمكوّن السلوكي ويقصد به الميول
والاستعدادات السلوكية.
وتحول التعصب إلى اتجاه يعني أن يتحول التعصب إلى توجه ثابت أو شبه ثابت، بحيث يوجه سلوك الإنسان، ويرسم على أساسه خطواته ومواقفه.
وفي اصطلاح علماء النفس أن الاتجاه هو توجه ثابت أو تنظيم مستقر للعمليات
المعرفية والانفعالية والسلوكية، أو أنه مفهوم يعبر عن نسق أو تنظيم
لمشاعر الشخص ومعارفه وسلوكه، ويتمثل في درجات من القبول والرفض لموضوعات
الاتجاه.
ويقسم علماء النفس التعصب إلى قسمين: التعصب السلبي والتعصب الإيجابي.
ولعل هذا التقسيم يتوافق مع ما ورد في الروايات والأحاديث الدينية التي
أشارت إلى تعصب مذموم وتعصب محمود.
ففي كتاب نهج البلاغة للإمام علي يقول (فإذا كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور).
وعندما سئل الإمام علي بن الحسين عن العصبية، قال: (العصبية التي يأثم
عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من
العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم).
هو أحد أشكال السلوك الذي يصدر من الإنسان ، لكنه سلوك لا يحبذه غالباً
العقلاء والحكماء من الناس. وهذا الشكل من السلوك يصدر من الإنسان مهما
كانت عقيدته وانتماؤه الديني، وبغض النظر عن المستوى المدني والحضاري
للإنسان، وبالتالي فإن التعصب لا ينبغي أن يتحدد وينحصر بدين معين ، ولا
بمستوى حضاري أو علمي أو اقتصادي محدد.
وهناك من المعاصرين من يرى أن الإنسان بطبيعته يميل إلى التعصب، كما لو
أنه كائن متعصب، وفي هذا النطاق يمكن الإشارة إلى ثلاثة آراء متقاربة فيما
بينها إلى حد كبير.
الرأي الأول أشار إليه الفيلسوف الفرنسي بول ريكور الذي يرى أن التعصب
يعبر عن ميل طبيعي موجود لدى جميع البشر ، وكل شخص في نظره وكل فئة وجماعة
تحب أن تفرض عقائدها وقناعاتها على الآخرين، وهي تفعل ذلك عادة إذا ما
امتلكت القوة والسلطة الضرورية.
الرأي الثاني أشار إليه المؤرخ الفرنسي جاك لوغوف الذي اعتبر أن التعصب هو
الموقف الطبيعي للإنسان وليس التسامح، والتسامح في نظره شيء مكتسب ولا
يحصل إلا بعد تثقيف وتعليم وجهد هائل تقوم بها الذات على ذاتها.
الرأي الثالث أشار إليه المؤرخ التونسي وعميد كلية الآداب سابقاً في تونس
الدكتور محمد الطالبي، الذي يرى أن الإنسان بطبيعته كائن متعصب، وأنه
حيوان عدواني في جوهره كما نبه إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته، ويضيف
الطالبي ولكن الإنسان يصبح متسامحاً بالضرورة عن طريق الذكاء أولاً، وعن
طريق العقل ثانياً، لأنه مضطر للعيش في المجتمع والتعامل مع الآخرين
يومياً، وبالتالي فلابد من تدجين مشاعره العدوانية لأنه لا يستطيع أن يعيش
في حالة حرب كل يوم.
وردت هذه الآراء في كتاب حول التعصب الديني، وجاء متأثراً بأحداث الحادي
عشر من سبتمبر 2001م، وراجعه هاشم صالح في صحيفة الشرق الأوسط.
هذه الآراء لا يمكن الجزم بها كلياً، فهي تنتمي إلى نسق اجتماعي وفلسفي
يغلب النزعة العدوانية في النظر إلى الكائن الإنساني، ويقابلها نسق
اجتماعي وفلسفي آخر يغلب النزعة غير العدوانية.
وخطورة التعصب حينما يتحول إلى اتجاه عند الإنسان وفي المجتمع، ومفهوم
الاتجاه في تحليل علماء النفس، يتكون من ثلاثة أبعاد مترابطة هي: المكوّن
المعرفي ويقصد به المفاهيم والتصورات والمعتقدات، والمكوّن الوجداني ويقصد
به المشاعر الوجدانية الداخلية، والمكوّن السلوكي ويقصد به الميول
والاستعدادات السلوكية.
وتحول التعصب إلى اتجاه يعني أن يتحول التعصب إلى توجه ثابت أو شبه ثابت، بحيث يوجه سلوك الإنسان، ويرسم على أساسه خطواته ومواقفه.
وفي اصطلاح علماء النفس أن الاتجاه هو توجه ثابت أو تنظيم مستقر للعمليات
المعرفية والانفعالية والسلوكية، أو أنه مفهوم يعبر عن نسق أو تنظيم
لمشاعر الشخص ومعارفه وسلوكه، ويتمثل في درجات من القبول والرفض لموضوعات
الاتجاه.
ويقسم علماء النفس التعصب إلى قسمين: التعصب السلبي والتعصب الإيجابي.
ولعل هذا التقسيم يتوافق مع ما ورد في الروايات والأحاديث الدينية التي
أشارت إلى تعصب مذموم وتعصب محمود.
ففي كتاب نهج البلاغة للإمام علي يقول (فإذا كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور).
وعندما سئل الإمام علي بن الحسين عن العصبية، قال: (العصبية التي يأثم
عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من
العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم).
رد: هل الإنسان كائن متعصب ؟
تسلم ايدك ارت مان
فى انتظار المزيد
فى انتظار المزيد
مهجة الروح والفؤاد- عضو جـــديد
- عدد المساهمات : : 23
نقاط التميز : 10
0
تاريخ التسجيل : 10/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى