كتالوج يوثق تاريخ البريد فى مصر
صفحة 1 من اصل 1
كتالوج يوثق تاريخ البريد فى مصر
تصدر إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية كتالوج "البريد فى مصر"
والذى يوثق تاريخ البريد فى مصر، يأتى الإصدار ضمن سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة، وهو تحرير الباحث عبد الوهاب شاكر
يتناول الكتالوج نشأه وتطور البريد حتى القرن الثامن عشر، والبريد فى عصر
أسرة محمد على، وطوابع البريد المصرية وأختامه، والتنظيم الإدارى لمصلحة
البريد
ويبين الكتالوج أن المؤرخين اختلفوا فى تفسير أصل كلمة بريد، حيث أرجعها
معظمهم إلى أصل عربى، وأرجعها بعضهم إلى أصل فارسى، وقال فريق آخر بأن
أصلها لاتينى
عرفت مصر البريد منذ أقدم العصور، فقد قام الفراعنة بتنظيم نقل البريد
خارجيًا وداخليًا، وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتى
النيل فى ذهابهم وإيابهم فى داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق
التى تسلكها القوافل والجيوش
وفى عهد البطالمة انقسم البريد إلى قسمين، البريد السريع لنقل بريد الملك
ووزيره وموظفى الدولة وكان يستخدم فى نقله الجياد السريعة، والبريد البطىء
لنقل البريد بين الموظفين فى داخل البلاد
ويتناول الكتالوج البريد فى العصر العربى، حيث اهتم العرب بالبريد
واستخدموه فى نقل أخبار الدولة والتجسس على الولاة ونقل الأخبار إلى
الخليفة، وساروا على نفس النظام الذى وضعه الفرس والبطالمة من قبل، ويقال
أن معاوية بن أبى سفيان أول من نظم البريد فى الإسلام، وفى ولاية "عبد
العزيز بن مروان" على مصر وصل البريد المصرى إلى درجة عظيمة، فلم يكن
مقصوراً على النواحى السياسية فحسب، بل كان إلى جانب تلك الأغراض يخدم
النواحى العلمية أيضاً
وقد عرف نظام البريد فى عهد المماليك أنواعاً، منها البريد بواسطة الخيل،
وهو ما عرف بخيل البريد، وكان موجوداً فى عهد الفاطميين بين مصر والشام،
ولكن فى عهد بيبرس وخلفائه نظم تنظيماً دقيقاً
وعن البريد فى عهد محمد على باشا، يقول الباحث إنه لم يكن للبريد فى مصر
وجود بالمعنى الصحيح قبل ظهور محمد على باشا الذى لاحظ وجود خلل فى الاتصال
بين مختلف المؤسسات الحكومية بعضها ببعض، ومن هنا نشأت فكرة البريد
الحكومى للاتصال بين الجهاز الإدارى المركزى الموجود وقتئذ بالقلعة فى
القاهرة وجميع الجهات فى الصعيد والوجه البحرى، وأصبح ذلك نواة نظام البريد
الحكومى فى مصر
ولما زاد حجم المراسلات مع زيادة حجم التجارة بين الغرب والشرق اتجه تفكير
محمد على باشا إلى إحياء الطريق القديم بين مينائى الإسكندرية والسويس،
فقام بإصلاح الطريق وتنظيمه فعادت إليه الحياة، وتم فى عهده توصيل البريد
بين الشرق والغرب وبالعكس عن طريق القطر المصرى وهو أقصر الطرق
ويشير الكتالوج إلى أن طموح الخديوى إسماعيل كان كبيًرا لتحديث مصر وجعلها
قطعة من أوروبا، فعمل على إدخال النظم الأوروبية إلى جميع مرافق الدولة،
ونظرا لأن المواصلات البريدية كانت من أهم وسائل تقدم الشئون التجارية
والاجتماعية، فقد اهتم إسماعيل بالبريد اهتماما ملحوظا
وفى 25 ديسمبر 1865 تم رسمياً دمج "البريد الحكومى والبريد الأفرنجى" فيما
عرف باسم "البوسطة الخديوية"، ويشير الباحث إلى أنه بإتمام تلك الصفقة
استطاعت مصر أن تسترد سيطرتها على جزء هام وحيوى من مرافقها، وأيضاً أن
تسترد مصدر هام من مصادر الدخل للحكومة المصرية
ويتطرق الكتالوج إلى طوابع البريد المصرية، حيث كان نظام البريد يعتمد على
أخذ أجور نقل المراسلات نقداً وسلفاً على أساس التعريفة التى كان تضعها
البوسطة الأوروبية، وبعد إدارة الحكومة للبريد ظلت تتبع ذلك المنهاج حتى
عام 1865، عندما صدر الأمر بتكليف موتسى بك بالسفر إلى أوروبا للتوصية على
طبع طوابع البريد لاستعمالها فى التخليص على المراسلات أسوة بما يحدث فى
أوروبا، وقد اعتبرت هذه الطوابع كالعملة النقدية وكانت لها قيمة مقررة، وقد
سلمت تلك الطوابع إلى المالية فور وصولها إلى القاهرة لتحفظ بها تمهيداً
لطرحها فى الأسواق.
جدير بالذكر أن طوابع البريد بدأت تستخدم لأول مرة فى يناير سنة 1866
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى